في عالم الفن، كثيرًا ما ننبهر بموهبة الفنانين على الشاشة دون أن نعلم شيئًا عن خلفياتهم الأكاديمية والمهنية. بعضهم بدأ حياته في مسارات مهنية لا تمت للتمثيل بصلة، مثل الطب والهندسة والإعلام، قبل أن يغيروا وجهتهم إلى الأضواء ويحققوا شهرة واسعة في مجال الفن. في هذا الموضوع، نستعرض المؤهلات الأصلية لبعض أبرز الفنانين المصريين، ونسلط الضوء على رحلتهم المهنية قبل احتراف التمثيل.
محمود عبد العزيز.. من تربية النحل إلى النجومية
ولد محمود عبد العزيز في حي الورديان بالإسكندرية، ودرس في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، حيث حصل على درجة البكالوريوس ثم الماجستير في “تربية النحل”! ورغم ابتعاده التام عن العمل في المجال الزراعي، كان المسرح الجامعي بوابته الأولى إلى عالم الفن. لمع نجمه في مسلسل “الدوامة” ثم توالت نجاحاته السينمائية ليصبح واحداً من أهم نجوم الثمانينيات والتسعينيات.
- المؤهل الدراسي: بكالوريوس في الزراعة – جامعة الإسكندرية.
- هل مارس مهنته؟ لا، لم يعمل في مجال الزراعة.
- بداية الاحتراف: بدأ مشواره الفني في السبعينيات من خلال مسلسل “الدوامة”، وحقق انطلاقة كبيرة عبر السينما في الثمانينيات.
- معلومة بارزة: حصل على درجة الماجستير في تربية النحل!
يحيى الفخراني.. الطبيب الذي عالج النفوس على الشاشة
قبل أن يكون “سليم البدرى” أو “رحيم المنشاوي”، كان يحيى الفخراني طبيبًا تخرّج من كلية الطب بجامعة عين شمس. مارس الطب لفترة قصيرة، لكنه التحق بمعهد الفنون المسرحية أثناء دراسته، ليكتشف موهبة جعلته رمزًا للدراما المصرية. يعتبر الفخراني أن دراسته للطب ساعدته في فهم النفس البشرية، وهو ما انعكس على أدائه المتزن والعميق.
- المؤهل الدراسي: بكالوريوس طب وجراحة – جامعة عين شمس.
- هل مارس مهنته؟ نعم، عمل كطبيب لفترة قصيرة.
- بداية الاحتراف: التحق بمعهد الفنون المسرحية أثناء دراسته للطب، ثم تفرغ للتمثيل في بداية السبعينيات.
- معلومة بارزة: يرى أن الطب منحه قدرة على فهم النفس البشرية، مما ساعده في أداء أدواره المعقدة.
إسعاد يونس.. من السياحة والإعلام إلى السينما والإنتاج
لم تكن إسعاد يونس تخطط أن تكون “صاحبة السعادة” بكل ما تحمله العبارة من معنى. تخرجت من كلية السياحة والفنادق، وبدأت مسيرتها كمعدة ومقدمة برامج بالإذاعة. في السبعينيات، اقتحمت مجال التمثيل، ولاحقًا الإنتاج والكتابة. نجحت في تأسيس شركة إنتاج رائدة، ولعبت دورًا محوريًا في دعم صناعة السينما المصرية.
- المؤهل الدراسي: بكالوريوس في الإرشاد السياحي.
- هل مارست مهنتها؟ عملت في بداية حياتها كمعدة ومقدمة برامج في الإذاعة والتلفزيون.
- بداية الاحتراف: بدأت بالكتابة والتمثيل في السبعينيات، وبرزت كممثلة وكاتبة ومنتجة لاحقًا.
- معلومة بارزة: هي إحدى مؤسسات “السينما العربية الحديثة” عبر شركة الإنتاج الخاصة بها.
فؤاد خليل.. الطبيب الذي لم يتخلَّ عن عيادته
رغم ملامحه الكوميدية التي أحبها الجمهور، كان فؤاد خليل طبيبًا للأسنان. درس الطب ومارسه بانتظام حتى بعد شهرته كممثل. بدأ التمثيل على خشبة المسرح الجامعي، وتدرج حتى أصبح وجها مألوفًا في عشرات الأفلام والمسرحيات. كان يستقبل مرضاه في عيادته صباحًا، ويُضحك جمهوره مساءً، في مزيج نادر بين مهنتين متباعدتين.
- المؤهل الدراسي: بكالوريوس في طب وجراحة الفم والأسنان.
- هل مارس مهنته؟ نعم، ظل يمارس مهنة طب الأسنان لسنوات بالتوازي مع التمثيل.
- بداية الاحتراف: بدأ في المسرح الجامعي ثم التلفزيون والسينما في السبعينيات.
- معلومة بارزة: استمر في استقبال المرضى في عيادته حتى بعد شهرته في الفن.
شريهان.. موهبة وُلدت تحت الأضواء
شريهان حالة فنية استثنائية. احترفت التمثيل منذ طفولتها، وبدأت حياتها على المسرح والتلفزيون قبل أن تبلغ العاشرة من عمرها. حصلت على ليسانس حقوق في سن متأخر بسبب انشغالها بالفن، لكنها استطاعت أن تخلق لنفسها مسارًا لامعًا في الاستعراضات والفوازير التي ارتبطت بها ذاكرة الأجيال. ورغم فترات الغياب، ظل الجمهور وفيًّا لحضورها المتجدد.
- المؤهل الدراسي: ليسانس حقوق.
- هل مارست مهنة أخرى؟ لا، احترفت الفن منذ طفولتها.
- بداية الاحتراف: بدأت في عمر الـ4 سنوات، وحققت شهرة كبيرة في فوازير رمضان.
- معلومة بارزة: رغم إصابتها وابتعادها، ظلت رمزًا للجمال والموهبة والعودة القوية.
عزت أبو عوف.. من غرفة العمليات إلى فرقة الفور إم
تخرج من كلية الطب، وعمل طبيبًا لفترة قصيرة، لكن عشقه للموسيقى دفعه إلى تأسيس فرقة “الفور إم” الغنائية مع شقيقاته. ومع بداية التسعينيات، دخل مجال التمثيل، وأصبح لاحقًا وجهًا محببًا في السينما والتلفزيون. إلى جانب موهبته، تولى أبو عوف إدارة مهرجان القاهرة السينمائي لسنوات، وشارك في إثراء الحياة الثقافية والفنية.
- المؤهل الدراسي: بكالوريوس في الطب – جامعة القاهرة.
- هل مارس مهنته؟ نعم، عمل طبيبًا لفترة قصيرة.
- بداية الاحتراف: بدأ كعازف ومؤسس لفرقة “الفور إم”، ثم اتجه للتمثيل في أواخر الثمانينيات.
- معلومة بارزة: تولى إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، وكان رمزًا للرقي الفني.
حين لا تكون الموهبة وحدها كافية
قصص هؤلاء الفنانين تؤكد أن الوصول إلى القمة لا يتعلق فقط بالموهبة، بل بالإصرار على اتخاذ القرار الجريء حين يحين الوقت. ترك البعض منهم مهنة مستقرة ومحترمة، واختار طريقًا غير مضمون في عالم الفن. والنتيجة؟ نجوم خلدهم التاريخ، وشخصيات لا تُنسى، وتجارب تُثبت أن النجاح قد يأتي من مكان غير متوقع.